لحظة ولادة الطفل من أجمل اللحظات التي ينتظرها الوالدان، فمع قدومه تتغير حياتهم ويُملأ منزلهم بالبهجة والسعادة، لكن هذه الفرحة قد تختلط بالقلق في حال إصابة صغيرهم خلال الفترة الأولى من حياته ببعض المشكلات الصحية، والتي من أكثرها شيوعًا القيلة المائية.
ما اسباب القيلة المائية عند الأطفال؟ وهل تُشكل خطورة على صحتهم؟ وكيف يُمكن علاجها؟ نُجيبكم عن هذه التساؤلات خلال فقرات مقالنا اليوم.
ما اسباب القيلة المائية عند الأطفال؟
تحدث القيلة المائية عند الأطفال نتيجة تراكم السوائل في كيس الصفن -ذلك الكيس الجلدي الرقيق الواقع خلف القضيب- الذي يحمل الخصيتين، ما يؤدي إلى انتفاخه وتورمه، ولكن ما السبب وراء تراكم تلك السوائل؟!
في أثناء الثلث الأخير من الحمل، تتحرك الخصيتين من التجويف البطني ومعهما كيس من السوائل عبر القناة الإربية إلى كيس الصفن ومع مرور الوقت ينغلق ذلك الكيس ويمتص جسم الجنين السوائل الموجودة به قبل الولادة.
لكن في بعض الأحيان، يظل السائل بعد الولادة دونَ امتصاص ويغلق الكيس مانعًا وصول مزيد من السوائل من التجويف البطني إلى كيس الصفن، لهذا سُميت بالقيلة المائية غير المتصلة.
وهناك نوع آخر من القيلة المائية يُعرف بالقيلة المائية المتصلة التي تحدث في حال بقاء الكيس مفتوحًا وتدفقت السوائل من التجويف البطني إلى كيس الصفن باستمرار، وفي هذه الحالة يُلاحظ الوالدان تورمًا كبيرًا في كيس الصفن وتغيرًا في حجمه على مدار اليوم.
ما العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالقيلة المائية عند الأطفال؟
إضافة إلى اسباب القيلة المائية في الخصية، توجد عدّة عوامل تزيد من احتمالية إصابة الطفل بها، أهمها:
- الولادة المُبكرة قبل الأسبوع 37 من الحمل.
- تعرض كيس الصفن لإصابة قوية.
- الإصابة بالعدوى خاصةً لدى الأطفال الكبار.
- التهاب كيس الصفن.
تعرف الى المزيد حول القيلة المائية عند الرضع
ما أعراض القيلة المائية عند الأطفال؟
يُعدّ تورم أحد جانبي كيس الصفن أو كليهما العرض الرئيسي للإصابة بالقيلة المائية، وقد يُعاني بعض الأطفال -إلى جانب ذلك التورم- من الأعراض التالية:
- مُعاناة ألم في كيس الصفن.
- الشعور بالثقل.
- تغير حجم كيس الصفن، إذ يصير أصغر حجمًا في أثناء الصباح وأكبر حجمًا على مدار اليوم.
قد يزداد ألم القيلة المائية سوءًا لدى الطفل مع زيادة تورم كيس الصفن، خاصةً في أثناء الحركة.
هل تختفي القيلة المائية عند الأطفال من تلقاء نفسها؟
عادة ما تختفي القيلة المائية عند الأطفال من تلقاء نفسها خلال العام الأول والثاني من الولادة، إذ تُمتص السوائل المحيطة بالخصيتين ويتلاشى التورم تدريجيًا حتى يزول تمامًا، وفي حالات بسيطة قد يضطر الطبيب إلى التدخل الجراحي لاستئصالها.
إليك تفاصيل عملية القيلة المائية بالمنظار
هل تُشكل القيلة المائية خطورة على صحة الأطفال؟
إذا لم تختفي القيلة المائية بعد مرور السنة الأولى وازدادت حدة التورم وصاحبه عدّة أعراض أخرى مزعجة، مثل الألم الشديد والغثيان والقيء وفقدان الشهية، حينئذ يجب استشارة الطبيب فقد تُشكل خطورة على صحة الطفل.
وتكمن خطورة هذه الحالة في تأخر علاجها فترات طويلة وتسببها في حدوث بعض المضاعفات الصحية الخطيرة، منها:
- العدوى التي تؤثر سلبًا في قدرة الخصيتين على إنتاج الحيوانات المنوية بمعدل كافٍ.
- الفتق الإربي الناتج عن بروز جزء من الأمعاء عبر جدار البطن، وهو يحدث عادةً نتيجة الإصابة بالقيلة المائية المتصلة ويُسبب مخاطر صحية مهددة للحياة.
ما أفضل علاج للقيلة المائية عند الأطفال؟
تُعدّ الجراحة أفضل علاج للقيلة المائية عند الأطفال، فهي تساهم في استئصال الكيس المملوء بالسائل المُتسبب في تورم كيس الصفن.
وتُجرى هذه العملية تحت تأثير التخدير الكلي خلال مدة قصيرة لا تتجاوز 60 دقيقة تقريبًا، وتسير خطواتها على النحو التالي:
- إجراء شق جراحي صغير في كيس الصفن أو الفخذ.
- إغلاق الفتحة ما بين التجويف البطني وكيس الصفن في حالة الإصابة بالقيلة المائية المتصلة.
- استئصال القيلة المائية وإصلاح الفتق الإربي -إذا لزم الأمر-.
- وضع أنبوب صغير مصنوع من السيليكون في المنطقة المُصابة لتصريف السوائل الزائدة، ومن ثمَّ إغلاق الشق الجراحي بالغرز الطبية ووضع ضمادة.
بعد العملية، يمكث الطفل في غرفة الرعاية بضع ساعات للاطمئنان على مؤشراته الحيوية وعدم إصابته بأيٍ من المضاعفات المصاحبة للجراحة، وبعدها يسمح الطبيب له بالعودة إلى المنزل لاستكمال عملية التعافي.
هل يُمكن تجنب اسباب القيلة المائية عند الأطفال؟
قد يصعب تجنب اسباب القيلة المائية بنسبة 100%، فكما ذكرنا مسبقا تحدث هذه الحالة قبل الولادة وتستمر بعدها، لكن يُمكن الحد من خطر الإصابة بها لدى الأطفال الأكبر سنًا من خلال اتباع بعض النصائح، منها:
- ارتداء أدوات مخصصة لحماية كيس الصفن في أثناء ممارسة الرياضات الشاقة؛ لتفادي الضربات القوية.
- الحفاظ على نظافة المنطقة التناسلية، لخفض فرص الإصابة بالعدوى.
- الذهاب إلى الطبيب فور تعرض الطفل لصدمة مباشرة في كيس الصفن، للتأكد من عدم تأثيرها في صحة الخصيتين.
وفي ختام مقالنا الذي تحدثنا خلاله عن اسباب القيلة المائية، نوّد التأكيد على أنها حالة شائعة عند الرضع، وعادةً ما تختفي من تلقاء نفسها خلال العام الأول من الولادة، وحتى إذا استمرت واستدعت الجراحة فهي عملية بسيطة وسريعة الشفاء، لذا لا داعي للقلق.
وأهم ما ننصح به أولياء الأمور عند إصابة طفلهم بهذه الحالة المتابعة الدورية مع الطبيب لئلا تؤثر في صحته ومعدل خصوبته مستقبلًا، ومن أمهر الأطباء المتمرسين في تشخيص وعلاج القيلة المائية عند الأطفال، الدكتور محمد فرغلي.
الدكتور محمد هو مدرس واستشاري جراحات الأطفال وحديثي الولادة والمناظير وعضو الجمعية المصرية لجراحة الأطفال، كذلك يمتلك خبرة تمتد لسنوات طويلة في مجال جراحة الأطفال أهلته لإجراء عديد من العمليات بنسب نجاح مرتفعة جدًا.
فهيا بادر بحجز موعد لطفلك مع الدكتور محمد فرغلي عبر الاتصال على أرقام العيادة الموضحة أدناه في موقعنا الإلكتروني.