قد لا يتمكن الأطفال دائمًا من التعبير عن انزعاجهم ومعاناتهم، ورُغم ذلك قد يُلاحظ الآباء عليهم أحيانًا بعض الأعراض، مثل صعوبة البلع والسعال المستمر التي قد تكون علامة على الإصابة بمشكلة صحية، ألا وهي ارتجاع المريء.
ارتجاع المريء قد يبدو اضطرابًا بسيطًا في الجهاز الهضمي، إلا أن تجاهله يؤدي إلى الإصابة بأضرار خطيرة تؤثر في صحة الطفل ومعدل نموه إذا لم يُعالَج مُبكرًا.
في هذا المقال، سنتناول أضرار ارتجاع المريء عند الأطفال وأهم النصائح للحد منها.
ما هي اضرار ارتجاع المرئ عند الأطفال؟
يحدث مرض ارتجاع المريء عندما يرتد حمض المعدة إلى المريء نتيجة ضعف العضلة السفلية العاصرة التي تفصل بينهما، مما يسبب تهيجًا مستمرًا في جدار المريء، وعلى الرغم من أن أعراض هذا المرض قد تكون مزعجة، يكمن الخطر الحقيقي في حدوث أضراره.
وتشمل أضرار ارتجاع المريء عند الأطفال ما يلي:
صعوبة البلع
عندما يتكرر ارتداد الحمض المعدي إلى المريء يُسبب التهابًا في جداره، مما يؤدي إلى شعور الطفل بألم في الصدر وصعوبة في البلع، وعلى إثرهم قد يرفض تناول الطعام ويتأثر نموه بنسبة كبيرة.
التهاب المريء
في الحالات الشديدة من ارتجاع المريء غير المُعالَج، قد يؤدي الالتهاب المزمن إلى تقرحات أو نزيف في المريء.
تعرف الى علاج ارتجاع المريء عند الأطفال
اضطرابات النوم
يُعاني بعض الأطفال صعوبةً في النوم بسبب الحموضة المتكررة أو السعال الليلي، ويؤدي ذلك إلى الاستيقاظ كثيرًا خلال الليل، مما يسبب الشعور بالتعب والنعاس في أثناء النهار وفقدان القدرة على التركيز، ومن ثمَّ انخفاض الأداء الدراسي.
تأخر النمو
يُعد سوء التغذية من أخطر أضرار ارتجاع المريء، لأن الطفل قد يرفض الطعام بسبب شعوره بالألم أو الامتلاء المستمر، مما يؤدي إلى عدم حصوله على العناصر الغذائية الكافية للنمو السليم وفقدان الوزن ومعاناته بطء في التطور البدني.
مشكلات في الجهاز التنفسي
من أبرز مضاعفات ارتجاع المرئ عند الأطفال تأثيره في صحة الجهاز التنفسي، لأن الحمض يمكن أن يصل إلى الشعب الهوائية ويسبب:
- السعال المزمن.
- التهاب الحلق المتكرر وبحة في الصوت.
- زيادة نوبات الربو وصعوبة التنفس.
- التهابات الرئة المستمرة بسبب دخول الحمض إلى الجهاز التنفسي في أثناء النوم.
تآكل مينا الأسنان والتهابات اللثة
يمكن أن يؤدي ارتداد الحمض للفم إلى تآكل مينا الأسنان بسبب تعرضها المستمر للحمض المعدي، وقد يلاحظ الأهل أن أسنان الطفل أصبحت أكثر حساسيةً للأطعمة الباردة أو الساخنة، بالإضافة إلى زيادة خطر التسوس والتهابات اللثة.
التأثير في الصحة النفسية
الأطفال الذين يعانون ارتجاع المريء المزمن قد يصبحون أكثر انتقائية في تناول الطعام بسبب خوفهم المستمر من الألم أو الغثيان، وهذا قد يؤدي إلى نقص بعض العناصر الغذائية الضرورية لنموهم، ويسبب لديهم شعورًا بالقلق والتوتر، مما يؤثر في حالتهم النفسية وسلوكياتهم اليومية.
تستدعي أضرار ارتجاع المريء عند الأطفال الانتباه من الأهالي واتخاذ الإجراءات المناسبة لعلاجها خلال أقرب وقت ممكن، ويوجد عديد من الخطوات التي تساعد على تقليل هذه الأضرار وتحسين الصحة العامة، وهذا ما سنتطرق إليه في الفقرة القادمة.
تعرف الى اجابة سؤال ما هو ارتجاع المرئ؟ وهل يعد خطرًا على رضيعي؟
نصائح للحد من أضرار ارتجاع المريء عند الأطفال
يمكن الحد من أضرار ارتجاع المريء عند الأطفال باتباع بعض الخطوات البسيطة، من أهمها:
- تغيير نمط التغذية من خلال تجنب الأطعمة الحمضية والمقلية والمليئة بالتوابل وتشجيع الطفل على تناول وجبات صغيرة متكررة على مدار اليوم.
- التوقف عن تناول الطعام قبل النوم ويفضل أن يتناول الطفل وجبة العشاء قبل النوم بساعتين إلى ثلاث ساعات.
- رفع رأس الطفل في أثناء النوم عن طريق وضع وسادة إضافية؛ لمنع ارتجاع الحمض للأعلى.
- استشارة الطبيب إذا استمرت الأضرار، فقد يصف حينها بعض الأدوية التي تساعد على تقليل إنتاج الحمض أو تقوية العضلة السفلية العاصرة للمريء من خلال الجراحة.
وفي الختام، إن فهم أضرار ارتجاع المريء عند الأطفال يساعد الأهل على التعامل مع الحالة بصورة أفضل عن طريق تقديم الرعاية المناسبة لهم وحمايتهم من المضاعفات التي تؤثر في صحتهم مستقبلًا وتحرمهم لذة الاستمتاع بطفولتهم.
إذا لاحظت أيًا من الأضرار المذكورة أعلاه لدى طفلك، فسارع باستشارة الدكتور محمد فرغلي -استشاري جراحات الأطفال وحديثي الولادة والمناظير- لتقييم حالته والحصول على الخطة العلاجية الملائمة سريعًا؛ للحفاظ على صحته.
يتمتع الدكتور محمد فرغلي بخبرة واسعة تمتد لسنوات طويلة في علاج ارتجاع المرئ عند الأطفال، ويتميز بحسن تعامله مع مرضاه الصغار، إذ يكتسب حبهم وصداقتهم في نهاية رحلة العلاج، لذا يمكنك الاطمئنان على طفلك فهو في أيدٍ أمينة.
تعرف على المزيد من المواضيع حول: