رُغم أن الفتق السري يشيع بين الكثير من الأطفال والرضع، ولا يمثل خطرًا على حياتهم في معظم الأوقات، لكن بمجرد تحوله إلى فتق مختنق يصبح خطرًا جسيمًا يتطلب منك الاستشارة الطبية على الفور، حفاظًا على سلامة صغيركِ.
ومن هذا المنطلق، نوضح لكم تفصيلًا اعراض اختناق الفتق السري، وكيفية حدوثه والتعامل الصحيح فور ملاحظته لحماية طفلك.
ما هو الفتق السري المختنق؟ ولماذا يحدث؟
قبل التطرق إلى اعراض اختناق الفتق السري، نوضح لكم طبيعة الإصابة بالفتق السري وكيف تتطور.
يحدث الفتق السري نتيجة ضعف في عضلات البطن أو عدم انغلاق فتحة الحبل السري الموجودة بالبطن؛ فيتبعه بروز جزء من الأمعاء والغشاء المحيط بها عبر فتحة السرة.
تنتشر الإصابة بالفتق السري بين الأطفال حديثي الولادة بنسبة 15-23%، لكنها تقل تدريجيًا لتبلغ نحو 2-10% عند عمر عام، وأغلب حالات الأطفال لا تحتاج لتدخل جراحي لإصلاح الفتق إذ يختفي تلقائيًا قبل 4 سنوات.
بينما يحدث الفتق المختنق أو ما يعرف بـ “التهاب الفتق السري” في حال التصاق جزء من الأمعاء بجدار السرة في البطن لفترة، ومن ثم ينقطع الإمداد الدموي الواصل لها، فيحدث موت لجزء من الأمعاء “غرغرينا” وهنا تكمن الخطورة.
كيف تبدو اعراض اختناق الفتق السري؟
بصفة عامة، عند الإصابة بالفتق السري تظهر اعراضه في صورة بروز عند السرة يزداد في الحجم ويندفع للخارج عند بكاء الطفل أو السعال أو التبرز، بينما يقل في الحجم في أوقات النوم وحال هدوء الطفل، وعادةً لا يُسبب ألمًا له.
بينما اعراض التهاب الفتق السري رُغم أنها نادرة الحدوث، هي الأكثر خطورة وتتمثل في:
- ألم حاد ومفاجئ، يتسبب في بكاء الطفل الشديد على غير العادة.
- زيادة ملحوظة في حجم الفتق، لا يعود للداخل بالضغط عليه.
- تغير لون الفتق عند السرة إلى الأزرق أو الأسود.
- القيء المستمر.
ومع الوقت تتطور الاعراض وتصير أكثر خطورة، لتشمل:
- الحمى.
- انتفاخ البطن، نتيجة تراكم الغازات أو انسداد الأمعاء.
- الإمساك.
- وجود دم في البراز.
- الخمول وقلة النشاط.
- تسارع ضربات القلب
تعرف الى اعراض الفتق السري
احذر التأخر في علاج الفتق السري المختنق | قد يودي بحياة طفلك
التأخر في التعامل مع اعراض اختناق الفتق السري قد يتسبب في حدوث بعض المخاطر، مثل غرغرينا في الأمعاء، والذي يتبعه العدوى الشديدة نتيجة إفراز سموم في الدم وتلوثه، والانتهاء بالوفاة -لا قدر الله-.
لذا وجب التنويه أن اعراض التهاب الفتق السري سريعًا ما تتفاقم في غضون ساعات، لذا الأمر يتطلب منك توخي الحذر والانتباه لأي تغيرات تطرأ على طفلك.
التعامل الصحيح مع اعراض الفتق السري المختنق
حرصًا منا على سلامة طفلك، نوصيك بسرعة التوجه إلى طبيب الأطفال المختص عند ملاحظة أيًا من الاعراض المذكورة سابقًا، لإجراء الفحوصات اللازمة.
ولأن الفتق السري المختنق من الحالات الطبية الطارئة، فعادةً ما يوصي الطبيب بالخضوع لعملية جراحية لإصلاح الفتق في أقرب وقت، وعلى الأغلب يتحدد موعد العملية في نفس اليوم من التشخيص، وهنا ننصحك بالالتزام بقرارات الطبيب وعدم التأخر في قرار العملية تحت أي ظرف.
ونطمئنكم عمليات إصلاح الفتق السري من الإجراءات البسيطة التي لا تستدعي القلق بشأنها، فالخطورة تكمن في تأجيلها.
علاج اختناق الفتق السري: الجراحة هي الحل الوحيد
باتت عمليات إصلاح الفتق السري أكثر أمانًا، خاصة عند الخضوع لها على يد جراح أطفال خبير ومتمرس. قد تُجرى عملية الفتق السري بالتدخل المحدود بالمنظار أو الجراحة، لكن المنظار يتيح العديد من المزايا مقارنة بالجراحة التقليدية، أهمها:
- فترة تعافي أسرع.
- أقل ألمًا.
- ندرة ظهور مضاعفات بعد العملية.
وعلى كلٍ القرار الأول والأخير يرجع إلى الطبيب المعالج وذلك تبعًا لحالة الفتق، وبصفة عامة تجرى عملية إصلاح الفتق السري المختنق على خطوتين أساسيتين:
- إصلاح الفتق وإرجاع الأمعاء داخل تجويف البطن.
- استئصال الجزء المتضرر من الأمعاء.
يخضع الطفل للتخدير الكلي عبر شق جراحي حول السرة، ويستأصل الطبيب الجزء المختنق من الأمعاء، ثم يخيط الجزء المنفتق من عضلات البطن بعد التأكد من عدم رجوع الفتق مرة أخرى.
هل عملية الفتق السري خطيرة على الطفل؟
قد يشعر الأبوان بالقلق الشديد تجاه طفلهم إزاء خضوعه للجراحة -والتخدير الكلي على وجه الخصوص- لكن لا داعي لذلك فالعملية ليست خطيرة وتتسم بمعدلات نجاح مرتفعة، كذلك تستغرق أقل من ساعة ويستطيع الطفل مغادرة المستشفى والعودة للمنزل في نفس اليوم من الإجراء.
إليك كافة التفاصيل حول علاج الفتق السري عند الأطفال
العناية بالطفل بعد عملية إصلاح الفتق السري
غالبًا ما تستغرق فترة التعافي نحو أسبوعين ويستطيع طفلك معاودة الأنشطة اليومية بعدها، ولضمان مرور فترة النقاهة بأمان وسلام عليه، نقدم لك بعض النصائح الهامة:
- الالتزام بإعطاء الأدوية في مواعيدها المحددة.
- الحرص على راحة الطفل في الأيام الأولى بعد العملية، وتجنب أي مجهود يسبب الضغط على البطن.
- الحفاظ على الجرح جافًا، وتنظيف الضمادات حسب توجيهات الطبيب.
- الحرص على تقديم الأطعمة اللينة والغنية بالألياف والإكثار من السوائل، لتجنب حدوث إمساك.
إضافة إلى ما سبق، يجب الانتباه إلى بعض الاعراض التحذيرية والرجوع إلى الطبيب فور ظهورها، مثل:
- الألم الشديد والبكاء المستمر للطفل.
- التهاب وتورم منطقة السرة.
- انتفاخ البطن.
وفي الختام، نذكركم أن اعراض اختناق الفتق السري ليست شائعة، لكنها قد تمثل خطورة شديدة على حياة طفلك، فلا مجال للتهاون في مراجعة الطبيب المختص.
إذا كان لديكم أي استفسارات أخرى فلا تترددوا في التواصل مع الدكتور محمد فرغلي -استشاري جراحات الأطفال وحديثي الولادة والمناظير- للحصول على المشورة الطبية الموثوقة.