انواع الفتق السري عند الأطفال وخطورة إهمال المتابعة الطبية

من أهم المعايير التي يُحدد على أساسها جراح الأطفال خطة علاج الفتق السري هو نوعه وشكله عند الفحص، إذ تستدعي بعض انواع الفتق السري التدخل الفوري لعلاجها مهما صغر سن الطفل، وذلك لحمايته من مضاعفات خطيرة مثل انسداد الأمعاء وغيرها.

ومن هذا المنطلق نُسلط الضوء في مقالنا التالي على أشكال الفتق السري والأعراض التي تتسبب فيها، مشيرين إلى أخطرها والتدخل الأنسب الذي يتبعه جراح الأطفال لمداواة هذه الأنواع.

انواع الفتق السري عند الأطفال | الثاني والثالث أكثرهم خطورة

إذا نظرنا إلى مفهوم الفتق السري فهو انزلاق جزء من الأمعاء عبر فتحة صغير في جدار البطن كان من المفترض أن تُغلق من تلقاء نفسها بعد فترة وجيزة من ولادة الطفل، وعليه يُصنف الفتق السري إلى أنواع عديدة حسب حالة الأمعاء المنزلقة عبر هذه الفتحة، على النحو التالي:

الفتق السري العادي

في هذا النوع يظهر الفتق كانتفاخ بسيط حول منطقة السرة في مواقف معينة فقط خاصة عند سعال الطفل أو بكائه أو معاناته الإمساك، وفي الظروف العادية يصغر حجم هذا الانتفاخ وتعود الأمعاء إلى مكانها الطبيعي داخل البطن.

لذلك لا يثير هذا النوع قلق الأطباء فور تشخيصه، وعادة ما ينصحون الأهل بالمتابعة الدورية والانتظار حتى بلوغ الطفل سن سنتين، لأنه من المتوقع أنه تلتئم فتحة الفتق من تلقاء نفسها خلال هذه الفترة.

الفتق السري المحبوس

يُعد هذا النوع من انواع الفتق السري الخطيرة نسبيًا إذا اكتشفت في مراحل متأخرة، وخلاله تنزلق الأمعاء عبر فتحة الفتق ولا تعود مرة أخرى إلى مكانها داخل البطن، وسمي الفتق المحبوس لأن الأمعاء تظل محبوسة في الخارج عبر فتحة الفتق، الأمر الذي يُعرض الطفل إلى خطر انسداد الأمعاء.

الفتق السري المختنق

الفتق المختنق هو مرحلة أكثر تدهورًا من الفتق المحبوس، إذ يظهر نتيجة انزلاق الأمعاء عبر فتحة الفتق وعدم عودتها إلى مكانها لفترة طويلة من الزمن، ما يتسبب في انقطاع الإمداد الدموي عن الأمعاء وموت أنسجتها، الأمر الذي يجعلها بيئة خصبة للبكتيريا التي تُطلق سمومها إلى أجزاء الجسم المختلفة.

إليك كيفية علاج الفتق السري عند الأطفال

انواع الفتق السري عند الأطفال | حسب حجم الفتق

يوجد تصنيف آخر تُحدد على أساسه أشكال الفتق السري، ألا وهو حجم الفتحة التي تخرج عبرها الأمعاء، إذ ينشأ عنها نوعان أساسيان من انواع الفتق السري، هما:

الفتق السري الصغير

في هذا النوع عادة ما يكون حجم الفتحة الموجودة في جدار البطن أقل من 5 سم، وتُحدد الخطة العلاجية المناسبة لها بناءًا على رؤية جراح الأطفال ودرجة التئامها خلال فترة الانتظار والمتابعة.

الفتق السري الكبير

يُطلق على الفتق السري أنه كبير الحجم عندما يتجاوز حجم فتحة الفتق 5 سم، وعادة ما تستدعي هذه الحالات التدخل الجراحي الفوري لإعادة الأمعاء إلى مكانها الطبيعي قبل تعرضها للانسداد أو موت أنسجتها.

ولعلكِ كأم جديدة تتساءلين هل من علامات تشير إلى تحول نوع الفتق البسيط الذي يعانيه طفلكِ إلى هذه الأنواع الخطيرة! دعينا نجيبك تفصيلًا فيما يلي.

تعرف الى اعراض الفتق السري عند الأطفال وأهم الأساليب العلاجية

أعراض تظهر على الطفل تُبرهن إصابته بنوع خطير من الفتق

بالطبع توجد بعض الأعراض التي إذا ظهرت على الطفل فهي تشير إلى تدهور حالة الفتق لتصبح أكثر خطورة، لعل أهم هذه العلامات:

• تألم الطفل وبكاؤه بشدة عند لمس منطقة الفتق أو ما حولها.
• تحول لون الانتفاخ إلى اللون الأزرق وظهور بعض الاحمرار حوله.
• زيادة حجم الفتق باستمرار.
• معاناة الطفل من الغثيان والقيء.
• ارتفاع درجة الحرارة المفاجئ.

لا بد أن يدفعك ظهور هذه الأعراض على طفلك إلى اصطحابه على الفور إلى جراح الأطفال الذي يُتابع حالته من البداية، لمعرفة المرحلة التي تطور إليها الفتق واتخاذ القرار المناسب لعلاجه.

تعرف الى اعراض اختناق الفتق السري

الجراحة الفورية إجراء ضروري لإنقاذ الأطفال من مضاعفات خطيرة

عادة ما تكون الجراحة هي الخيار العلاجي الوحيد لإصلاح الفتق السري الذي لا يستجيب لأساليب العلاج التقليدية، أو الذي أظهرت متابعته تحوله إلى نوع خطير مثل الفتق المحبوس أو الفتق المختنق.

في تلك الحالات تُجرى جراحات إصلاح الفتق السري بأساليب عدة حسب حالة الأمعاء المنزلقة عبر فتحة الفتق، وذلك على النحو الآتي:

• بالنسبة للفتق العادي والمحبوس، تُفحص خلايا الأمعاء وفي حالة عدم وجود تلف في أنسجتها تُعاد إلى مكانها الطبيعي مرة أخرى وتُغلق فتحة الفتق بواسطة غرز جراحية بسيطة.
• أما بالنسبة للفتق المختنق والذي تعرضت فيه بعض أنسجة الأمعاء للتلف، يُزال الجزء التالف من الأمعاء ومن ثم يُعاد الجزء الذي يتمتع بإمداد دموي جيد إلى مكانه الطبيعي وتُغلق فتحات الفتق بالغرز الجراحية أيضًا.

ملحوظة: قد تختلف التقنية التي تُجرى بها العملية حسب حالة الطفل ونوع الفتق وغيرها من الأمور، فقد يلجأ بعض الأطباء إلى استخدام المنظار الجراحي لرفع نسب نجاح العملية وتسريع مدة تعافي الطفل، بينما تكون الجراحة المفتوحة خيارًا مثاليًا في حالات أخرى.

ختامًا، نود أن نطمئن جميع الآباء أن المتابعة الدورية مع جراح الأطفال فور اكتشاف المرض، يحمي أطفالهم من انواع الفتق السري الخطيرة، ويمنحهم فرص أكبر في التعافي منها دون الحاجة إلى تدخلات جراحية معقدة في وقت لاحق، ورحلات علاجية طويلة لمداواة المضاعفات.

احجز موعدًا الآن مع الدكتور محمد فرغلي -استشاري جراحة الأطفال- وتعرف على الفحوصات الأولية التي يجب على جميع المواليد الخضوع لها لاكتشاف أي اختلالات خلقية في بدايتها والبدء على الفور في رحلة المتابعة.