لا تسع الدنيا فرحة الآباء عند الزرق بمولودهم، ومع ذلك من الممكن أن يُولد الطفل مصابًا بمرض يُعكر صفو هذه الفرحة مثل الفتق الأربي، وهي حالة شائعة الحدوث نسبيًا تبرز فيها أنسجة من الأمعاء أو المعدة عبر نقطة ضعيفة في جدار البطن السفلي، تحديداً في المنطقة الأربية -أعلى الفخذ وأسفل البطن-، كما يمكن رؤيته في صورة انتفاخ في المنطقة المصابة ومن ثم شعور الطفل بالألم، ويكون حينها الشغل الشاغل للأهل هو كيفية علاج هذا الفتق. لذا سيكون حديثنا اليوم عن علاج الفتق الأربي للأطفال والرضع.
سُبل علاج الفتق الأربي عند الأطفال
يحدث الفتق الأربي نتيجة ضعف في عضلات البطن، ومن ثم فإن التدخل الجراحي هو الخيار الوحيد لعلاج هذه المشكلة، وقد تتمثل الخيارات الجراحية فيما يلي:
علاج الفتق الأربي بالجراحة المفتوحة
في هذه الجراحة يخضع الطفل إلى التخدير الكلي، ويجري الطبيب شقًا واحدًا كبيرًا نسبياً في منطقة الفتق، ثم يعيد الأنسجة البارزة مرة أخرى إلى تجويف البطن، بعد ذلك يستخدم الطبيب شبكة لتقوية عضلات جدار البطن، وفي الأخير يغلق الطبيب الجرح.
علاج الفتق الأربي بالمنظار
تعد هذه التقنية هي الأحدث والأفضل للعديد من الحالات، وتُجرى على النحو التالي:
- يخضع الطفل إلى التخدير الكلي أيضًا.
- يصنع الطبيب عدة شقوق صغيرة للغاية بدلًا من عمل شق واحد كبير في منطقة البطن.
- يُدخل الطبيب أنبوبًا رفيعًا مزودًا بكاميرا وأدوات جراحية صغيرة عبر هذه الشقوق، ليرى ما بداخل البطن على شاشة عرض عالية الدقة ومن ثم يعيد الأنسجة البارزة إلى مكانها.
- يضع الطبيب الشبكة الجراحية لتقوية عضلات جدار البطن، ومن ثم يغلق الشقوق التي صنعها.
قد يستغرق علاج الفتق الأربي بالمنظار نحو 30 إلى 60 دقيقة، ويستطيع الطفل العودة إلى المنزل في نفس يوم العملية.
مميزات علاج الفتق الأربي عند الأطفال بالمنظار
تحظى تقنية المنظار على عدة مميزات تجعلها الخيار العلاجي الأول في حالات الفتق الأربي للأطفال والرضع، وتتمثل هذه المميزات فيما يأتي:
- حجم الشقوق أصغر مما يعني ندوباً أصغر وأقل وضوحاً.
- الشعور الأقل بالألم بعد الجراحة نظراً لطبيعة الشقوق الصغيرة.
- مدة تعافي أقل مقارنة بالجراحات المفتوحة.
- خطر أقل للعدوى.
- مناسبة لحالات الفتق الثنائي – الموجود على كلا الجانبين- إذ يمكن إصلاح الفتق في كلا الجانبين من خلال نفس الشقوق الصغيرة.
- مدة العملية أقل مقارنة بالجراحة التقليدية.
عيوب علاج الفتق الأربي عند الأطفال بالمنظار
عيوب هذه التقنية بسيطة للغاية وتتمثل فيما يلي:
- احتياجها لطبيب ذي خبرة عالية في استخدام المنظار في مثل تلك العمليات.
- التكلفة الأعلى قليلًا مقارنةً بالجراحة المفتوحة.
- قد لا تناسب جميع الحالات مثل حالات الإصابة بحجم فتق كبير أو معقد للغاية.
تعرف على تفاصيل عملية فتق اربي
علاج الفتق الأربي عند الرضع
علاج الفتق الأربي عند الرضع لا يختلف عن علاجه عند الأطفال، فالعلاج الجراحي هو الحل الوحيد لهما، مع العلم أن الطبيب هو من يحدد الوسيلة الأنسب وفقًا لشدة الحالة والوضع الصحي العام للمريض.
مع ضرورة التنويه على عدم تأخير خضوع الطفل للعملية تجنبًا لحدوث المضاعفات الخطيرة التي قد تشمل:
- انسداد معوي.
- انقطاع دموي للجزء البارز من الأنسجة واختناقه ومن ثم ضرورة استئصاله.
- البكاء المستمر للطفل والذي يزيد من خطر تفاقم الحالة.
فترة التعافي بعد علاج الفتق الأربي عند الأطفال والرضع
قد تستغرق مدة التعافي بعد الخضوع إلى العملية مدة تتراوح ما بين أسبوع إلى أسبوعين، وقد تقل هذه المدة أو تزيد بناءً على عدة عوامل تشمل ما يلي:
- خبرة الطبيب الذي أُجريت على يده العملية.
- عمر الطفل.
- حجم الفتق وشدة الإصابة.
- نوع الإجراء الجراحي المستخدم ما إذا كانت جراحة مفتوحة أم منظار.
- الحالة الصحية العامة للطفل.
- الالتزام باتباع نصائح ما بعد العملية والتي سنتحدث عنها تفصيليًا في السطور القادمة.
نصائح تدعم علاج الفتق الأربي عند الأطفال
بعد خضوع الطفل إلى الإجراء الجراحي ينبغي اتباع عدد من النصائح والتعليمات التي تساهم في نجاح علاج الفتق الأربي عند الأطفال والرضع، وتتضمن هذه النصائح الآتي:
- الالتزام بالأدوية التي يقرها الطبيب سواء كانت مضاد حيوي أم مسكنات، وإعطاء الجرعات في مواعيدها، وعدم التوقف عنها إلا باستشارة الطبيب.
- حصول الطفل على الراحة التامة لا سيما في الأيام الأولى بعد العملية، وفي حالة الطفل الرضيع ينبغي الحذر عند حمله أو تغيير الحفاض وتجنب الضغط على بطنه.
- الحفاظ على نظافة الجرح وتغيير الضمادات كما يوصي الطبيب لتجنب حدوث العدوى.
- منع الطفل الأكبر عمرًا من ممارسة الأنشطة المجهدة أو حمل الأشياء الثقيلة.
- تجنب الاستحمام مدة قد تصل إلى 3 أيام بعد العملية مباشرةً.
- الالتزام بالمتابعات والزيارات التي يحددها الطبيب.
- الانتباه إلى الأعراض غير الطبيعية وإبلاغ الطبيب بها على الفور مثل الحمى والقيء أو عدم الشعور بحركة الأمعاء أو وجود انتفاخ صلب، أو حدوث احمرار والتهاب مكان الجرح وخروج إفرازات ذات رائحة كريهة.
- الاهتمام بغذاء الطفل وتجنب الأطعمة التي تسبب الإمساك لتخفيف الضغط على مكان الجراحة.
في النهاية..
من خلال حديثنا عن علاج الفتق الأربي عند الأطفال، نجد أن التشخيص المبكر ومن ثم التدخل الجراحي السريع هما ضمان نجاح العلاج – بإذن الله- لذا نصيحتنا في صدد هذا الموضوع، هو الذهاب إلى الطبيب فورًا في حال ملاحظة انتفاخ حتى لو بسيطًا في المنطقة الأربية، وذلك لتجنب تفاقم الحالة وحدوث المضاعفات الخطيرة مثل اختناق الأنسجة -لا قدر الله-.
تعرف على المزيد من المعلومات حول الفتق الاربي: