تتأمل الأم كل تفصيلة صغيرة في جسد طفلها بعد الولادة، وفي لحظة ما قد يمتلئ قلبها بمشاعر الخوف والقلق عندما تُغير حفاض طفلها فتجد كيس الصفن فارغًا، ثم فجأة تظهر الخصيتان بهذا الكيس، فما السبب؟!
تُعرف هذه الحالة بالخصية النطاطة، وعادةً ما تُصيب 90% من الأطفال، ويحتاج علاجها أحيانا إلى التدخل الجراحي لتثبيت الخصيتين في كيس الصفن.
متى ينبغي الخضوع لـ عملية تثبيت الخصية النطاطة للاطفال؟ وما المخاطر المُترتبة على تأجيلها لفترات طويلة؟ وكيف تُجرى هذه العملية؟ هذا ما نتطرق للحديث عنه خلال فقرات مقالنا التالي.
متى ينبغي الخضوع لـ عملية تثبيت الخصية النطاطة للاطفال؟
خلال الثلث الأخير من الحمل، تنزل الخصيتان إلى كيس الصفن تدريجيًا حتى تستقر به، وفي بعض الأحيان قد تبقى في المنطقة الإربية حتى بعد الولادة وتتحرك ذهابًا وإيابًا بين هاتين المنطقتين، لهذا سُميت بالخصية النطاطة.
ويُمكن الاستدلال على الخصية النطاطة في المنطقة الإربية عند لمسها ودفعها برفق حتى تصل إلى كيس الصفن.
وغالبًا ما تثبُت الخصية النطاطة في كيس الصفن من تلقاء نفسها دونَ علاج خلال 6 أشهر من الولادة، وإذا استمرت في التحرك بعد هذه المدة فحينئذ ينبغي تثبيتها بالجراحة.
ماذا إن لم استقرت الخصية في المنطقة الإربية؟
أحيانًا قد تبقى الخصيتان في المنطقة الإربية ولا تتحركان مرة أخرى إلى كيس الصفن، وتُعرف هذه الحالة بالخصية المُعلقة المكتسبة وعلاجها الوحيد إخضاع الطفل للجراحة.
ويتراوح الوقت المناسب لعملية الخصية المعلقة المكتسبة للأطفال من عمر 6 أشهر وحتى 24 شهرًا.
ما مخاطر تأخير عملية تثبيت الخصية النطاطة للاطفال؟
قد يُسبب تأجيل علاج الخصية النطاطة وتحولها إلى خصية مُعلقة عدة مضاعفات صحية للطفل، منها:
مشكلات في الخصوبة
حتى تصنع الخصية الحيوانات المنوية ينبغي أن تكون درجة حرارتها أقل من الجسم، لذا عندما تستقر في المنطقة الإربية فترات طويلة ترتفع درجة حرارتها، الأمر الذي يؤثر سلبًا في قدرتها على تكوين الحيوانات المنوية السليمة وإنتاج الهرمونات التناسلية الذكرية.
ضمور الخصيتين
يحدث ضمور الخصية نتيجة التواء الحبل المنوي وانقطاع الإمداد الدموي عنها لفترة من الزمن.
سرطان الخصية
ارتفاع درجة حرارة الخصيتين نتيجة وجودها داخل الجسم يزيد من احتمالية إصابتها بالسرطان، وعادةً ما يشيع حدوثه بين عمر 15 و35 عامًا.
ما الاستعدادات اللازمة قبل عملية تثبيت الخصية النطاطة للاطفال؟
قبل عملية تثبيت الخصية النطاطة، يُقيم الطبيب حالة الطفل الصحية من خلال قياس مؤشراته الحيوية، بما يتضمن درجة الحرارة وضغط الدم ومعرفة الأدوية التي يتناولها.
كذلك يطلب الطبيب من الوالدين إيقاف الطفل عن الطعام قبل العملية بعدد ساعات مُحددة، كما يُوصي بتنظيف منطقة العانة جيدًا قبل العملية للحد من خطر الإصابة بالعدوى.
كيف يتم تثبيت الخصية النطاطة والمعلقة للأطفال؟
تُجرى عملية تثبيت الخصية من خلال تخدير الطفل كليًا -لكيلا يشعر بأي ألم في أثناء العملية-، ثمَّ صُنع شق جراحي صغير أسفل كيس الصفن وتحريك الخصية إليه وتثبيتها في مكانها عن طريق الخياطة.
أما في عملية تنزيل الخصية المعلقة المكتسبة، فيصنع الطبيب شقًا جراحيًا آخر في البطن من أجل دفعها إلى كيس الصفن، وفي الأخير، يغلق الشقوق باستخدام غرز طبية تذوب من تلقاء نفسها خلال فترة النقاهة من العملية.
ملحوظة: رُغم وجود بعض الاختلافات الطفيفة بين عملية تثبيت الخصية النطاطة والمعلقة المكتسبة، يُعد الهدف النهائي منهما واحد وهو استقرار الخصية في مكانها الصحيح بكيس الصفن، مما يحافظ على وظيفتها وكذلك خصوبة الطفل في المستقبل.
كم تستغرق عملية تثبيت الخصية النطاطة للاطفال؟
تستغرق عملية تثبيت الخصية النطاطة -وكذلك المعلقة المكتسبة- أقل من 60 دقيقة تقريبًا، ثمَّ يقضي الطفل بعض الوقت في المستشفى حتى يتعافى من التخدير وتستقر مؤشراته الحيوية، وغالبًا ما يسمح الطبيب بذهابه إلى المنزل في نفس اليوم.
تعرف الى عملية الخصية المعلقة للأطفال بالمنظار
كم تبلغ نسبة نجاح عملية تثبيت الخصية النطاطة للاطفال؟
تُعدّ عملية تثبيت الخصية النطاطة والمعلقة المكتسبة من العمليات الجراحية البسيطة التي تصل نسبة نجاحها إلى 90% أو أكثر اعتمادًا على بعض العوامل، منها:
- مهارة الجراح.
- كفاءة طبيب التخدير.
- عمر الطفل.
- حالة الخصية وقت إنزالها إلى كيس الصفن.
ما مُضاعفات عملية تثبيت الخصية النطاطة للاطفال؟
تنطوي عملية تثبيت الخصية النطاطة والمعلقة المكتسبة على بعض المخاطر الصحية، والتي تختلف نسبة حدوثها من طفل لآخر بناءًا على خبرة طبيب التخدير والجراح القائم على العملية ومدى التزام الوالدين بتعليماتهم، وتتضمن تلك المخاطر ما يلي:
- رد فعل تحسسي تجاه مواد التخدير.
- العدوى.
- التورم.
- تأخر التئام جُرح العملية.
- تكوّن جلطة دموية حيث موضع الجراحة.
- صعود الخصية مرة أخرى إلى المنطقة الإربية.
- ضمور الخصية نتيجة انخفاض معدل الدم المتدفق إليها في كيس الصفن.
متى يجب استشارة جراح الأطفال بعد عملية تثبيت الخصية؟
ينبغي الانتباه لأي علامات غير مرغوبة تظهر على الطفل خلال فترة التعافي من عملية تثبيت الخصية النطاطة، فقد تُشير إلى إصابة موضع الجراحة بالعدوى، وتتضمن هذه العلامات:
- ارتفاع درجة الحرارة.
- احمرار المنطقة المحيطة بالجرح.
- خروج صديد أو إفرازات سائلة من موضع الجراحة.
- بكاء الطفل بكثرة على غير المُعتاد نتيجة شعوره بالألم الشديد.
خلاصة القول..
ينبغي الخضوع لـ عملية تثبيت الخصية النطاطة للاطفال إذا بلغ عمرهم 6 أشهر أو أكثر، للحفاظ على صحة الخصية ومنع تحولها إلى خصية معلقة مكتسبة تُسبب مضاعفات خطيرة لهم في المستقبل، مثل العقم وسرطان الخصية وضمورها.
وأهم نصيحة نود أن نختم بها مقالنا هي اختيار جراح أطفال ماهر لإجراء العملية بنجاح دونَ تعرض طفلك لأي من مخاطر الجراحة المُحتملة، ومن أمهر جراحي الأطفال في مصر، الدكتور محمد فرغلي مدرس واستشاري جراحات الأطفال وحديثي الولادة والمناظير.
فهيا بادر بحجز موعد مع أفضل دكتور متخصص في تثبيت الخصية في مصر، من خلال الاتصال على الأرقام الظاهرة أمامك في موقعنا الإلكتروني.
تعرف الى المزيد من خدمات دكتور محمد فرغلي: