تعد عملية فتق الحجاب الحاجز إجراء جراحيًا ضروريًا لإنقاذ حياة الأطفال المصابين بها، لأن هذا الفتق يتسبب في دخول أعضاء البطن إلى التجويف الصدري، مسببًا ضغطًا على الرئتين والقلب يُعيقهم عن تأدية وظائفهما بكفاءة.
لذا حرصنا اليوم على التحدث عن كل ما يتعلق بعملية فتق الحجاب الحاجز، فتابع القراءة.
متى يحتاج الطفل إلى الخضوع لعملية فتق الحجاب الحاجز؟
يشخص الطفل بالإصابة بفتق الحجاب الحاجز بناء على الأعراض التي تظهر عقب الولادة مباشرة أو خلال الأشهر الأولى بعدها، والتي تختلف بناءًا على حجم الفتق وتأثيره في الأعضاء المجاورة.
فيما يلي أبرز الأعراض التي يمكن ملاحظتها:
- صعوبات في التنفس: يعد العرض الأكثر وضوحًا وشيوعًا عند فتق الحجاب الحاجز للأطفال، وذلك بسبب ضغط الأعضاء المنزاحة إلى التجويف الصدري على الرئتين، مما يؤدي إلى تقليل حجمهما وعدم اكتمال نموهما.
- تسطح البطن: قد يبدو بطن الطفل صغيرًا نسبيًا أو مسطحًا نتيجة نزوح أعضاء البطن (مثل الأمعاء والمعدة) إلى التجويف الصدري.
بالإضافة إلى تسارع النبض نتيجة الضغط على القلب والرئتين، وقد يكون مصحوبًا بانخفاض في ضغط الدم.
ما دور عملية فتق الحجاب الحاجز؟
عملية فتق الحجاب الحاجز جراحة تُجرى لإعادة أعضاء البطن التي تسللت إلى التجويف الصدري إلى مكانها الطبيعي، مع إصلاح الفتحة الموجودة في الحجاب الحاجز، وتعد هذه العملية الحل الوحيد للتعامل مع فتق الحجاب الحاجز عند الأطفال، وتقليل الأضرار الناتجة عن ضغط هذه الأعضاء على الرئتين والقلب.
متى تُجرى عملية فتق الحجاب الحاجز؟
تعد الجراحة الفورية الحل الأساسي عند ولادة طفل يعاني فتق الحجاب الحاجز الخلقي، لكن في بعض الحالات قد تُؤجل العملية لبضعة أيام لإعطاء الطفل فرصة لاستقرار حالته، مع الحرص على توفير الرعاية المكثفة لدعم التنفس ووظائف القلب، لتجنب أي مضاعفات خلال العملية الجراحية.
ويعتمد قرار الإجراء الفوري للجراحة أو تأجيلها على تقييم الأطباء لدرجة تطور الرئتين، وحجم الضرر الناتج عن ضغط الأعضاء على التجويف الصدري، وذلك باستخدام التصوير بالأشعة السينية (X-ray) أو التصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار).
كيف تُجرى عملية فتق الحجاب الحاجز؟
تستغرق عملية إصلاح فتق الحجاب الحاجز لدى الأطفال عادة ما بين ساعتين إلى أربع ساعات، حسب مدى تعقيد الحالة وحجم الفتق.
ويتضمن التحضير لها تخدير الطفل بالكامل لضمان عدم الشعور بالألم وتجنب الحركة في أثناء العملية، ثم يفتح الطبيب شقًا صغيرًا في البطن أو في الصدر، حسب موقع الفتق وحجمه، وأحيانًا قد يجريها بالاستعانة بالمنظار؛ ما يقلل من حجم الجرح ومدة التعافي.
وتشتمل عملية إصلاح فتق الحجاب الحاجز على إرجاع أعضاء البطن (مثل المعدة أو الأمعاء أو الطحال، أو الكبد) إلى أماكنها الطبيعية في تجويف البطن، ثم تُغلق الفتحة الموجودة في الحجاب الحاجز باستخدام الغرز الجراحية أو شبكة طبية إذا كانت الفتحة كبيرة.
ماذا بعد عملية فتق الحجاب الحاجز؟
من المهم تقديم رعاية طبية مركزة للطفل عقب خضوعه لعملية فتق الحجاب الحاجز، وتشمل ما يلي:
- وضع الطفل في وحدة العناية المركزة لمراقبة وظائف التنفس والقلب، ودعم التنفس باستخدام أجهزة التنفس الصناعي إذا لزم الأمر.
- تُقدم التغذية للطفل عن طريق الوريد أو أنبوب تغذية إلى أن يتمكن من الرضاعة الطبيعية أو الصناعية.
- تُستخدم جلسات العلاج الطبيعي لتحسين وظائف الرئة خلال فترة التعافي.
- تُتابَع حالة الطفل بصورة دورية لضمان عدم حدوث مضاعفات، مثل تكرار الفتق أو مشكلات في الجهاز التنفسي.
هل تنطوي عملية فتق الحجاب الحاجز على أي مضاعفات؟
برغم أن الجراحة تعد علاجًا فعّالًا، قد تظهر لها بعض المضاعفات المحتملة، مثل:
- مشكلات مستمرة في التنفس نتيجة ضعف نمو الرئتين.
- ارتجاع المريء بسبب التغيرات في موقع المعدة.
- التهابات الجرح وهي من المضاعفات الشائعة لأي عملية جراحية.
- تكرار الفتق خاصة في الحالات التي تكون فيها الفتحة كبيرة جدًا.
ولا داعي للقلق أو الفزع، إذ تعد عملية فتق الحجاب الحاجز من الجراحات الآمنة، واحتمالية حدوث المضاعفات المذكورة ضئيلة جدًا.
هل نتائج عملية فتق الحجاب الحاجز جيدة على المدى الطويل؟
تعتمد نتائج عملية فتق الحجاب الحاجز بصورة كبيرة على:
- شدة الفتق.
- حالة الرئتين قبل الجراحة.
ولا نخفيك سرًا، فإن كانت الحالة حرجة، ربما يعاني الطفل ضعف النمو أو صعوبات التنفس، لكن مع الرعاية الطبية المكثفة قد ينمو بصورة طبيعية نسبيًا.
متى يكون الطفل مستعدًا للخروج من المستشفى؟
يُمكن للطفل العودة إلى المنزل بعد استقرار وظائف الرئتين والقلب، وقد يستغرق ذلك من أسبوعين إلى شهرين، ويُنصح بزيارات متابعة منتظمة للطبيب لتقييم النمو والتأكد من عدم وجود مضاعفات.
وفي الأخير، نتمنى دوام الصحة والعافية لطفلك، ونؤكد على ضرورة خضوعه لهذه الجراحة، لأنها الحل الوحيد لإصلاح فتق الحجاب الحاجز، وننصحك باستشارة الدكتور محمد فرغلي -مدرس واستشاري جراحات الأطفال وحديثي الولادة والمناظير والاختلافات الخلقية بمستشفى أبو الريش الجامعي، وكلية طب القصر العيني جامعة القاهرة- لامتلاكه خبرةً واسعة في هذا النوع من الجراحات، فضلًا عن مهارته في التعامل مع الأطفال وقدرته على استيعاب خوفهم بطريقة يحبونها.
تعرف الى المزيد من خدمات دكتور محمد فرغلي: