يواجه العديد من الأطفال الذكور مشاكل خلقية في الجهاز البولي تستدعي إجراء عملية تعديل فتحة البول للاطفال؛ لضمان نموهم الطبيعي، وتعد مشكلة الإحليل السفلي من أكثر هذه العيوب شيوعًا، حيث تظهر فتحة البول في مكان خاطئ بدلاً من قمة العضو الذكري.
يحتاج الآباء إلى فهم أعراض هذه المشاكل والتوقيت المناسب للعلاج؛ لإتخاذ الإجراءات المطلوبة، وفي هذا المقال نستعرض كل ما تحتاجون معرفته عن العيوب الخلقية للجهاز البولي، أعراضها وتفاصيل العملية الجراحية وما بعدها.
العيوب الخلقية للعضو الذكري
العيوب الخلقية في الجهاز التناسلي الذكري تحدث نتيجة خلل في تكوين الأعضاء أثناء مراحل النمو الجنيني، وتظهر هذه المشاكل منذ الولادة، وتتطلب تدخلاً طبيًا متخصصًا.
تتنوع هذه العيوب الخلقية وتختلف في درجة خطورتها وطريقة علاجها، وفهم طبيعة كل حالة يساعد الوالدين على اتخاذ القرارات الصحيحة بشأن صحة طفلهم، ومن أبرز هذه العيوب:
- مشكلة الإحليل السفلي
مشكلة الإحليل السفلي من أكثر العيوب الخلقية شيوعًا في الجهاز البولي التناسلي الذكري، وهذه الحالة تعني أن القناة التي تنقل البول خارج الجسم لا تنتهي في المكان الصحيح عند قمة العضو الذكري، بل تظهر في موضع منخفض عنه.
تصيب هذه المشكلة طفلاً واحدًا من بين كل 300 طفل ذكر، وتختلف شدتها حسب موقع الفتحة الخاطئة، وقد تكون الفتحة قريبة من رأس القضيب، أو في وسطه، أو عند نقطة اتصاله مع كيس الصفن.
غالبًا ما تصاحب هذه المشكلة مضاعفات أخرى، مثل انحناء القضيب أو عدم تكوّن الغطاء الجلدي الطبيعي بشكل كامل، مما يستدعي عملية تعديل فتحة البول للاطفال أو إجراء عملية الإحليل السفلي للاطفال؛ لإصلاح جميع هذه المشاكل معًا.
- العضو الذكري المدفون
يواجه بعض الأطفال حديثي الولادة مشكلة دفن العضو الذكري، حيث يكون مغطى بالجلد المحيط به من منطقة العانة أو الصفن، وهذه الحالة تحدث لعدة أسباب، منها:
- تجمع السوائل الليمفاوية.
- زيادة الوزن.
- أو ضعف الأنسجة الرابطة.
العلاج يعتمد على السبب الأساسي للمشكلة، ففي بعض الحالات قد لا تحتاج إلى تدخل جراحي إذا كان السبب زيادة الوزن البسيطة، لكن في الحالات المستمرة، قد تصبح عملية تعديل فتحة البول للاطفال ضرورية لإصلاح المشكلة.
- مشكلة الخصية المعلقة
تحدث هذه المشكلة عندما لا تنزل إحدى الخصيتين أو كلتيهما إلى موضعهما الطبيعي في كيس الصفن، بل تبقى معلقة في تجويف البطن أو المنطقة الأربية، وهذه الحالة أكثر شيوعًا بين الأطفال الذين تم ولادتهم مبكرًا قبل إتمام 37 أسبوعًا من الحمل.
العلاج يتطلب تدخلاً جراحيًا سريعًا بعد بلوغ الطفل ستة أشهر إذا لم تنزل الخصية تلقائيًا، ويفضل إجراء العملية خلال السنة الأولى؛ لتجنب المضاعفات الخطيرة، مثل العقم أو سرطان الخصية لاحقًا.
ما هي أعراض ضيق فتحة البول عند الأطفال؟
تتنوع أعراض ضيق فتحة البول من طفل إلى آخر، ولكنها تتبع نمطًا يمكن للوالدين ملاحظته بسهولة، وذلك من خلال المراقبة الدقيقة لسلوك الطفل أثناء التبول.
أول ما يلاحظه الوالدان هو تغيير في طريقة خروج البول، حيث يصبح التدفق ضعيفًا أو رفيعًا بشكل غير طبيعي، كما قد ينحرف مسار البول عن الاتجاه الطبيعي أو يتقطع أثناء عملية التبول.
يُظهر الطفل علامات الانزعاج والبكاء أثناء التبول دون سبب واضح، وهذا مؤشر مهم على وجود مشكلة تحتاج لـ عملية تعديل فتحة البول للاطفال، وقد يواجه الطفل صعوبة في بدء التبول أو يعاني من احتباس البول المؤقت.
تشمل الأعراض الأخرى:
- تكرار التبول في فترات قصيرة أو حدوث التبول اللاإرادي.
- زيادة احتمالية حدوث التهابات متكررة في المسالك البولية، والتي تظهر كحرارة مرتفعة أو ألم أثناء التبول.
- ظهور انتفاخ ملحوظ في أسفل البطن نتيجة احتباس البول، وهذا يستدعي زيارة طبية فورية لتقييم الحاجة لعملية تعديل فتحة البول للاطفال.
ما هي عملية تصحيح مجرى البول للأطفال؟
عملية تصحيح مجرى البول تعتبر تدخل جراحي دقيق، يهدف إلى إعادة ترتيب مسار البول ليصل إلى موضعه الطبيعي في قمة العضو الذكري، بدلاً من خروجه من مكان خاطئ.
هذه الجراحة تتطلب خبرة عالية ومهارة خاصة من الجراح، حيث تعتبر من العمليات الحساسة التي تؤثر على جودة حياة الطفل المستقبلية إذا تمت بطريقة غير صحيحة.
خطوات عملية تعديل فتحة البول للاطفال
يبدأ التحضير للعملية بزيارة شاملة لجراح الأطفال المتخصص، حيث يجري فحصًا بدنيًا دقيقًا؛ لتحديد موقع الفتحة الحالية وتقييم درجة المشكلة، ويسأل الطبيب الوالدين عن بعض التفاصيل المهمة، مثل قوة تدفق البول واتجاهه وشكله.
كما يفحص الطبيب مدى وجود انحناء في القضيب؛ لأن هذه المشكلة تصاحب عملية تعديل فتحة البول للاطفال في كثير من الحالات، وقد يطلب إجراء فحوصات تصويرية إضافية إذا كان هناك اشتباه في وجود انسداد داخلي.
يحدد الطبيب موعد العملية بناءًا على عمر الطفل وحالته الصحية العامة، وتختلف طريقة إجراء العملية حسب شدة الحالة، فقد تحتاج لمرحلة واحدة أو مرحلتين أو حتى ثلاث مراحل منفصلة، ويخضع فيها الطفل إلى التخدير الكلي؛ لضمان راحته التامة أثناء الجراحة.
يقوم الجراح بصنع أنبوب صغير في رأس القضيب، ويوصله بمجرى البول الأصلي لإطالته، ثم يحرك الفتحة تدريجيًا نحو موضعها الطبيعي، ويستخدم الطبيب أنسجة من جلد الطهارة أو أحيانًا من داخل فم الطفل لبناء القناة الجديدة.
يضع الطبيب قسطرة صغيرة أو دعامة داخل مجرى البول الجديد؛ للحفاظ على شكله أثناء فترة الشفاء، وهذه القسطرة تساعد أيضًا في تصريف البول بشكل طبيعي، ويتم إزالتها عادةً بعد أسبوعين من العملية.
في نفس الوقت، يصحح الطبيب أي انحناء موجود في القضيب، ويعيد تشكيل الشكل الخارجي للعضو، ثم يغطى المنطقة بضمادات واقية؛ لحماية الغرز الجراحية والقسطرة من العدوى.
أعرف المزيد عن: مضاعفات عملية الاحليل السفلي
ما بعد عملية تعديل فتحة البول للاطفال
فترة ما بعد الجراحة هي مرحلة حاسمة في نجاح عملية تعديل فتحة البول للاطفال، حيث تتطلب عناية خاصة ومتابعة دقيقة؛ لضمان الشفاء السليم ومنع حدوث مضاعفات.
خلال الأسبوع الأول، يجب العناية بنظافة المنطقة الجراحية لمنع العدوى، فعند تبول الطفل، يتم تنظيف المكان المحيط بالجرح بلطف باستخدام الماء الدافئ والصابون المعتدل، ثم يُجفف بعناية دون فرك أو ضغط قوي، ومن الضروري تجنب ترك الطفل يلعب في أماكن قد تعرض الجرح للتلوث أو الأوساخ.
للأطفال الأكبر سنًا، يُمنع ممارسة الأنشطة البدنية القوية، مثل الجري أو ركوب الدراجات لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع، وهذا الأمر مهم لضمان عدم تحرك الغرز الداخلية أو تمزق الأنسجة الجديدة قبل شفائها تمامًا.
كما يُنصح بتجنب الألعاب التي قد تؤدي لاصطدام أو ضغط على هذه المنطقة، مع ضرورة مراقبة الطفل باستمرار؛ للتأكد من عدم محاولته العبث بالضمادات أو القسطرة.
كذلك يجب الالتزام بزيارات المتابعة المجدولة مع الجراح المعالج، حيث يفحص التئام الجروح ويتأكد من سير عملية الشفاء بشكل طبيعي، وخلال هذه الزيارات، يقيم الطبيب نجاح عملية تعديل فتحة البول للاطفال، ويتأكد من عدم وجود أي مضاعفات، كما يحدد الوقت المناسب لإزالة القسطرة.
ما هي علامات نجاح عملية الأحليل السفلي؟
أهم علامة من علامات نجاح عملية تعديل فتحة البول للاطفال هي خروج البول من الموضع الصحيح في قمة العضو الذكري، مع انقطاع تام للتبول من المكان الخاطئ السابق، وهذا التحسن يظهر فورًا بعد إزالة القسطرة.
يلاحظ الوالدان تحسنًا ملحوظًا في شكل القضيب الخارجي، حيث يصبح شكله طبيعي ومتناسق، كما يختفي أي انحناء كان موجودًا سابقًا، مما يعطي مظهرًا طبيعيًا تمامًا للعضو.
من العلامات المطمئنة عدم حدوث مضاعفات، مثل النزيف المستمر أو تسرب البول من أماكن غير مرغوبة أو ضيق في مجرى البول الجديد، وهذا يدل على أن الأنسجة قد التأمت بشكل سليم والوصلات الجراحية محكمة.
تكلفة عملية تصحيح مجرى البول للاطفال
تتفاوت تكلفة عملية تعديل فتحة البول للاطفال بشكل كبير حسب عدة متغيرات مهمة يجب أخذها في الاعتبار عند التحضير لهذه الجراحة الضرورية، منها:
1- درجة تعقيد الحالة
درجة تعقيد حالة الطفل العامل الأساسي في تحديد التكلفة النهائية، فالحالات البسيطة التي تحتاج لمرحلة جراحية واحدة فقط تكون تكلفتها أقل بكثير من الحالات المعقدة التي تتطلب عدة مراحل جراحية منفصلة.
2- خبرة الجراح وموقع المستشفى
يلعب مستوى خبرة الجراح وتخصصه دورًا كبيرًا في تحديد التكلفة، حيث أن الجراحين المتخصصين في جراحات الأطفال وذوي الخبرة العالية في هذا النوع من العمليات تكون أتعابهم أعلى من الأطباء الأقل خبرة.
كما يؤثر موقع المستشفى ومستوى الخدمات المقدمة فيه على التكلفة النهائية، فالمستشفيات المتخصصة والمجهزة بأحدث التقنيات تقدم نتائج أفضل لكن بتكلفة أعلى مقارنة بالمستشفيات العامة.
3- تكاليف التخدير
تشمل التكلفة الإجمالية أجور فريق التخدير المتخصص، حيث أن عملية تعديل فتحة البول للاطفال تتطلب تخديرًا كليًا بواسطة خبراء في تخدير الأطفال، وهذا التخصص الدقيق يضيف للتكلفة لكنه ضروري؛ لضمان سلامة الطفل.
4- الإقامة في المستشفى
تتضمن التكلفة فترة الإقامة في المستشفى، الأدوية اللازمة، الفحوصات التحضيرية، زيارات المتابعة اللاحقة، والمواد الجراحية المستخدمة في بناء المجرى الجديد، وهو ما يجعل تكلفة العملية كبيرة.
عملية تعديل فتحة البول للاطفال هي الحل الجذري لمشكلة الإحليل السفلي وغيرها من العيوب الخلقية في الجهاز البولي التناسلي، وهذه الجراحة المتطورة عندما يتم إسنادها إلى خبراء متخصصين، تحقق نتائج مميزة، وتضمن للطفل نموًا طبيعيًا وصحيًا.
الدكتور محمد فرغلي أحد أكبر الاستشاريين الجراحين يعلم مدى أهمية التشخيص المبكر والتدخل السريع في مثل هذه الحالات، وذلك لتحقيق أفضل النتائج لطفلك، وبخبرته الواسعة في هذا المجال الدقيق يطبق أحدث التقنيات الجراحية، مع توفير رعاية شاملة ومتابعة دقيقة لكل حالة.
لذلك، إذا لاحظت أي من الأعراض المذكورة على طفلك، أو كان لديك مخاوف حول صحة الجهاز البولي التناسلي لديه، لا تتردد في حجز استشارة مع الدكتور محمد فرغلي، فالعيادة مجهزة بأحدث الأجهزة التشخيصية والجراحية، والتي تساعد في توفير تشخيص دقيق خطة علاجية مضمونة النتائج.
أقرأ المزيد: