يُعد مرض الناسور البولي إحدى المضاعفات الشائعة التي قد تصيب الأطفال بعد عملية الإحليل السفلي، ومع أن هذا المرض يُعد قابلًا للعلاج في كثيرٍ من الأحيان، إلّا أنه يثير قلق الأهل ويستلزم متابعة طبية دقيقة لضمان الشفاء الكامل منه.
في هذا المقال، نستعرض تفاصيل هذه الحالة، وكيفية التعامل معها، بالإضافة إلى طرق الوقاية التي تساعد في حماية طفلك وضمان تعافٍ سليم بعد العملية.
ما هو الناسور البولي؟
الناسور البولي هو أحد مضاعفات عملية الإحليل السفلي الشائعة، وهو حالةٌ يتسرب فيها البول من فتحةٍ صغيرةٍ غير فتحة مجرى البول الطبيعية، وتكون هذه الفتحة بين الجلد ومجرى البول.
ويُعد مرض الناسور البولي مشكلةً تتطلب تدخلًا طبيًا سواءً بمتابعة الأعراض واستخدام بعض الأدوية أو بالتدخل الجراحي في بعض الحالات، وتختلف شدة الحالة باختلاف حجم الثقب ومكانه.
أخطر أنواع الناسور
يُعد مرض الناسور البولي من بين أخطر أنواع الناسور، خاصة عندما يتصل بين المثانة وأعضاء أخرى كالمهبل أو المستقيم. في هذه الحالة، يُصنف على أنه ناسور بولي معقّد بسبب المضاعفات الصحية الخطيرة التي قد تنتج عنه، مثل الالتهابات المتكررة، وسلس البول، وتغير جودة الحياة بشكل كبير. من أخطر أشكال الناسور البولي هو الناسور المثاني المهبلي، الذي يصيب النساء بعد العمليات الجراحية أو الولادة الصعبة، وكذلك الناسور الحالبي، الذي قد يؤدي إلى تسرب البول خارج المسار الطبيعي. تتطلب هذه الحالات تدخلاً جراحيًا دقيقًا وعلاجًا متخصصًا لتفادي المضاعفات.
كيف يحدث مرض الناسور البولي بعد عملية الإحليل السفلي؟
في الحقيقة، أسباب الناسور البولي إلى الآن لا تزال غير معروفةٍ بصورةٍ مؤكّدة، ولكن قد يحدث بسبب بعض العوامل المتعلقة بعملية الإحليل السفلي، ومنها:
- عوامل طبية: قد يحدث الناسور بسبب اختيار عملية غير مناسبةٍ لحالة الطفل، بالإضافة إلى استخدام آلاتٍ غير دقيقة أو خيوطٍ غير مناسبة في العملية.
- ضيق فتحة مجرى البول الطبيعية: في بعض الحالات تكون فتحة مجرى البول التي يُجريها الطبيب ضيقة، وبالتالي يواجه الطفل صعوبةً في عملية التبول، فيضغط بشدة على منطقة أسفل البطن حتى يتمكن من التبول؛ هذا الضغط قد يؤدي إلى حدوث الناسور البولي.
- ضعف التئام الأنسجة: في بعض الحالات لا تلتئم الأنسجة بطريقة صحيحة بعد العملية، أو قد تكون أنسجة الطفل ضعيفةً بالأصل، وكل ذلك يؤدي إلى تسرب البول.
- عمر الطفل: من الضروري أن تُجرى عملية الإحليل السفلي للطفل في سنٍ مبكرة؛ لأنه كلما زاد عمر الطفل زادت درجة انتصاب القضيب مما يتسبب في ارتخاء الغرز وضعف التئام الأنسجة.
- إهمال رعاية الطفل بعد العملية: قد يتسبب إهمال تنظيف الجرح في التهاب مجرى البول أو الإصابة بالعدوى، وهذه من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الناسور البولي.
ماذا تفعل عندما يعاني طفلك مرض الناسور البولي بعد عملية الإحليل السفلي؟
بعد أن عرفت ما هو الناسور البولي يجب أن تراقب عملية البول لدى طفلك بعد عملية الإحليل السفلي، إذا وجدت طفلك يبكي أو يواجه صعوبة في أثناء التبول أو إذا لاحظت خروج البول من الفتحة غير الطبيعية -الناسور البولي- عليك إخبار الطبيب فورًا؛ فقد يكون هذا مؤشرًا لضيق فتحة مجرى، وعليه يجب الحصول على العلاج المناسب.
وغالبًا ما يحدث الناسور بعد العملية بأسبوع؛ أي بعد رفع القسطرة عن قضيب الطفل.
هل الناسور خطير عند الأطفال؟
على الرغم من أن مرض الناسور البولي أقل شيوعًا عند الأطفال، إلا أنه يُعد خطيرًا إذا لم يتم اكتشافه وعلاجه مبكرًا. غالبًا ما يكون الناسور عند الأطفال ناتجًا عن عيوب خلقية في المسالك البولية، مثل وجود فتحة غير طبيعية بين المثانة والجلد أو الأمعاء. هذه الحالة قد تؤدي إلى التهابات متكررة، أو تسرب البول، أو تأخر النمو الطبيعي. تتطلب الحالات الخطيرة تدخلًا جراحيًا دقيقًا لتصحيح الخلل واستعادة الوظائف البولية الطبيعية. ويؤكد الأطباء أن الاكتشاف المبكر والعلاج الفوري هما العاملان الأساسيان لتفادي مضاعفات مرض الناسور البولي لدى الأطفال.
إليك تفاصيل عملية الناسور للأطفال
كيف يُعالج الناسور البولي بعد عملية الإحليل السفلي؟
قد يظن البعض أن علاج مرض الناسور البولي يتطلب إعادة إجراء عملية الإحليل السفلي، وهذا إعتقادٌ خاطئ، وعلاج الناسور البولي في أغلب الحالات لا يحتاج إلى تدخلٍ جراحي؛ إذ يمكن أن يختفي الناسور من تلقاء نفسه باستخدام الكريمات والمراهم في خلال 6 أشهرٍ مع المراقبة.
ولكن في بعض الحالات قد لا تظهر على الطفل أيّ علامات تحسنٍ خلال هذه المدّة، في هذه الحالة قد يطلب الطبيب إجراء جراحة أخرى بعد 6 أشهرٍ لعلاج الناسور، وهذا التدخل ليس معقدًا بل أبسط بكثيرٍ من عملية الإحليل السفلي.
تعرف الى الاحليل السفلي: الأعراض والأسباب وسبل العلاج
الآن، لعلك تتساءل: ما سُبل الوقاية من مرض الناسور البولي بعد عملية الإحليل السفلي؟
إليك بعض النصائح للوقاية من الإصابة بالناسور البولي بعد عملية الإحليل السفلي، وهي:
- أولًا: يجب إجراء عملية الإحليل السفلي للطفل من سن 6 إلى 18 شهرًا، وذلك لأن تعافي الطفل في هذا السن يكون أسرع، بالإضافة إلى قلة حدوث الانتصاب في هذا السن.
- ثانيًا: أهم نقطة يجب أخذها بعين الاعتبار لضمان تفادي الأخطاء الطبية هي اختيار طبيبٍ ماهرٍ وذي خبرةٍ واسعةٍ في مثل هذه العمليات الدقيقة، ويُفضل إجراؤها على يد دكتور جراح أطفال متخصص.
- ثالثًا: من المهم التأكد من أنّ الجراح يستخدم آلات جراحية دقيقة ومخصصة، وأنّه يستخدم خيوطًا قويةً وذات جودةٍ عالية، لضمان عدم ارتخائه بعد العملية.
- رابعًا: يجب الاهتمام بالطفل بعد العملية عن طريق الحفاظ على نظافة الجرح واتباع تعليمات الطبيب، والمحافظة على الطفل من الصدمات التي قد تتسبب في فتح الغرز.
هل يُعد الناسور البولي دليلًا على فشل عملية الإحليل السفلي؟
لا يُعد الناسور البولي دليلًا على فشل عملية الإحليل السفلي بالضرورة، لكنّه من المضاعفات المحتملة التي قد تحدث نتيجةً لعدّة أسباب -كما ذكرنا- خارجةً عن سيطرة الطبيب في الغالب.
ولتوضيح الصورة فإن عملية الإحليل السفلي تُسجل نسب نجاحٍ مرتفعة؛ إذ أنّ نسبة الإصابة بمضاعفات العملية كالناسور البولي لا تتعدى 10% عند الأطباء الماهرين.
علاج الناسور البولي عند الرجال
يختلف علاج مرض الناسور البولي عند الرجال حسب نوع الناسور وموقعه، وكذلك حسب السبب الذي أدى إلى ظهوره. في أغلب الحالات، يبدأ العلاج بالتشخيص الدقيق باستخدام الأشعة المقطعية أو تنظير المثانة، ثم يتم تحديد خطة العلاج المناسبة. تشمل خيارات العلاج الجراحة التصحيحية لإغلاق الناسور، أو استخدام قسطرة بولية مؤقتة لإراحة المثانة ومنح الأنسجة فرصة للشفاء، بالإضافة إلى المضادات الحيوية في حال وجود عدوى. وفي بعض الحالات المعقدة، يلزم تدخل جراحي متقدم لإعادة بناء مجرى البول أو إصلاح التلف في الأنسجة البولية. من المهم أن يتم علاج مرض الناسور البولي عند الرجال في مركز طبي متخصص لضمان النتائج الفعالة.
في الختام..
يُعد مرض الناسور البولي من المضاعفات التي يمكن تفاديها عند اختيار طبيبٍ ماهرٍ ومتمرسٍ في إجراء جراحات الأطفال الدقيقة كعملية الإحليل السفلي.
هنا يبرز الدكتور محمد فرغلي -مدرس واستشاري جراحات الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى أبو الريش الجامعي- كأحد أفضل الأطباء المتخصصين في هذا المجال، إذ يُعرف بمهارته وخبرته الواسعة، ما يجعله اختيارًا آمنًا وموثوقًا لضمان راحة طفلك وسلامته.
للحجز والاستفسار يمكنك التواصل مع عيادة الدكتور محمد فرغلي عبر الأرقام الموضحة في الموقع الإلكتروني.
تابع قراءة المزيد من المواضيع لصحة طفلك: