
علاج الفتق السري عند الأطفال
لا يستدعي تشخيص طفلك بالفتق السري في أسابيعه الأولى الذعر أو القلق؛ إذ يُعد الفتق السري من أبسط الاختلالات الخلقية التي تصيب الرضع وأقلها خطورة، وعادة يحدث نتيجة عدم انغلاق العضلات التي كان يتصل بها الحبل السري ببطن الجنين في رحم أمه بصورة كاملة، وبالتالي عندما يزيد الضغط داخل البطن نتيجة بكاء الطفل أو سعاله، يبرز جزء من الأمعاء أو الدهون خلال هذه المنطقة مسببة بروز السرة للأمام.
ولا تعني بساطة هذا المرض أنه لا يتطلب المتابعة والعلاج، بل لا بد من علاج الفتق السري عند الأطفال ومتابعته في مراحله المبكرة تجنبًا لأي مضاعفات، وهو ما عزمنا على تناوله اليوم في مقالنا التالي.
هل علاج الفتق السري عند الأطفال ضروري في جميع الحالات؟
لحسن الحظ لا تستدعي جميع حالات الفتق السري عند الأطفال الخضوع للعلاج، إذ أقر جراحو الأطفال أن 90% من الرضع يتعافون تمامًا من هذه المشكلة خلال السنوات الأولى من حياتهم دون أي تدخل طبي؛ إذ تلتئم عضلات البطن تمامًا مع نمو الطفل.
ولكن لا بد أن يخضع الطفل لنظام متابعة دورية لدى جراح أطفال متمرس، وذلك لمتابعة حالة الفتق خلال فترة الانتظار، والتأكد من صغر حجمه والتئامه تدريجيًا، ومن ثم إعطاء بعض التعليمات للأهل التي تُحفز نجاح عملية الالتئام.
الاجابة عن سؤال هل الفتق السري خطير على الأطفال؟
علاج الفتق السري عند الأطفال بالعلاج التحفظي
في مرحلة ما خلال متابعة التئام الفتق السري، قد يوصى الأطباء الأهل ببعض التعليمات، وعادة ما تعتمد هذه التعليمات على محاولة تجنب زيادة الضغط داخل البطن ومنع بروز الأمعاء من الجزء المنفتق في العضلات.
تشمل أهم هذه التعليمات:
- علاج الإمساك المزمن والانتفاخات التي تصيب الرضع بسبب الرضاعة.
- محاولة تهدئة الطفل قدر الإمكان وتقليل فترات بكائه.
- علاج الأمراض الصدرية أو نزلات البرد التي تدفع الطفل للسعال المستمر.
- توفير بيئة هادئة ودافئة تدفع الطفل إلى النوم العميق الهادئ.
تطبيق هذه التعليمات البسيطة مع الالتزام بالمتابعات الدورية من شأنه تعجيل التئام الفتق السري عند الأطفال ومنحهم حياة طبيعية كأقرانهم.
وعلى غرار الحديث عن أساليب علاج الفتق السري التحفظية، قد يتبادر إلى أذهانكم بعض التساؤلات عن مدى فاعلية الأساليب البدائية التي كانت تستخدمها الأمهات قديمًا لعلاج الفتق السري مثل حزام السرة والعملات المعدنية، ترى لمَ اعتبرها الطب الحديث خرافات؟
خرافات حول علاج الفتق السري عند الأطفال: العملات المعدنية وحزام السرة
اعتادت الأمهات سابقًا اتباع ما سرت عليه العادات لعلاج مشكلات الرضع بدلًا من استشارة الطبيب، ومن أشهر العادات المتبعة لعلاج الفتق السري عند الأطفال قديمًا ربط حزام بصورة دائرية حول السرة، ويا حبذا إذا وضعت عملة معدنية على السرة قبل ربط الحزام؛ إذ ظنوا بذلك أن هذه الطريقة قادرة على رد الفتق إلى مكانه وعلاج التورم حول السرة.
وسرعان ما أثبتت هذه الطريقة فشلها الزريع في علاج فترة السرة عند الرضع؛ فهي لا تُعالج أساس المشكلة، ألا وهي عضلات البطن الضعيفة غير الملتئمة.
ولسوء الحظ أن مساوئ هذه الطريقة لا تقتصر على فشلها في علاج الفتق السري عند الأطفال فقط، فقد تنقل هذه الأحزمة والعملات المعدنية بعض أنواع العدوى إلى منطقة السرة وتسبب تهيج الجلد والتهابه، ما قد يعرض الطفل إلى مضاعفات مزعجة رغم بساطة المرض.
وعليه أقر جراحو الأطفال أن علاج الفتق السري عند الأطفال لا يكون سوى بالمتابعة الدورية مع الطبيب إلى جانب العلاج التحفظي أو التدخل الجراحي في بعض الحالات.
علاج فتق السرة عند الرضع جراحيًا: الحالات المرشحة للجراحة
قد يضطر جراحو الأطفال ترشيح بعض الحالات إلى التدخل الجراحي الفوري لعلاج الفتق السري، لعل أبرز هذه الحالات:
- الأطفال الذين تُظهر متابعاتهم الدورية زيادة في حجم الفتق وعدم قابلية التئامه تلقائيًا.
- أطفال تجاوزت أعمارهم سنتين إلى ثلاث سنوات ولم يُبدي الفتق أي مظهر من مظاهر الالتئام.
- أطفال شُخصوا من البداية بفتق يتجاوز حجمه 1.5 سم ويعانون على إثره آلامًا مبرحة.
في تلك الحالات يكون التدخل الجراحي الفوري هو الحل المناسب لرد الفتق السري وإنقاذ الطفل من أي مضاعفات محتملة.
ولا شك أن الطب الحديث والتكنولوجيا ساهمت في تقليل مخاطر الجراحة على الأطفال وتبسيط هذا الإجراء على الجراحين؛ وذلك من خلال إجرائه بواسطة المنظار الجراحي.
المنظار الجراحي… أحدث التقنيات المستخدمة في علاج الفتق السري
أضفى استخدام المنظار الجراحي على جراحات الأطفال -وخاصة عملية إصلاح الفتق السري- كثير من المزايا بالنسبة للأطفال أو الجراح نفسه.
بالنسبة للجراح؛ يستطيع استكشاف تجويف البطن بسهولة ووضوح بفضل كاميرا المنظار متناهية الدقة، وذلك من خلال صنع ثقوب بسيطة بالبطن، وعبر نفس الثقوب يمكنه رد الأمعاء إلى مكانها وإغلاق العضلات بغرز بسيطة تذوب تلقائيًا بعد فترة وجيزة.
أما عن المزايا التي يمنحها استخدام المنظار في العملية للطفل وذويه فتشمل ما يلي:
- صغر حجم الشقوق الجراحية مقارنة بالجراحة المفتوحة.
- قصر فترة التعافي من العملية.
- ألم أقل بعد العملية مقارنة بألم الجراحة المفتوحة.
- انخفاض احتمالية حدوث مضاعفات أو أخطاء طبية في الجراحة أقل مقارنة بالجراحة المفتوحة.
- عدم وجود ندوب واضحة لجروح العملية.
لذلك لا يدفعك الخوف من الجراحة تأجيل علاج فتق السرة عند طفلك، إذ طُورت أساليب جراحية حديثة حققت أعلى نسب نجاح للعملية.
مضاعفات تأخير علاج فتق السرة عند الأطفال
خوفك من الجراحة الذي يدفعك إلى تأخير علاج فتق السرة الذي يعانيه طفلك، قد يوقعه في مشكلات معقدة يطول علاجها فيما بعد، لعل أشهرها:
- الفتق المختنق، ويعني انحسار جزء من الأمعاء في الفتحة الموجودة بعضلات البطن، وقد يتسبب ضغط العضلات المستمر عليها في انقطاع التروية الدموية عن هذا الجزء واختناقه؛ ما قد يُعرض خلاياه للتلف الدائم، وقد يستدعي علاجه استئصال هذا الجزء.
- الانسداد المعوي.
قد تعرض هذه المضاعفات حياة الطفل إلى خطورة بالغة أو تستدعي خضوعه لأكثر من تدخل جراحي، لذلك يُفضل الأطباء علاج الفتق السري عند الأطفال في مرحلة مبكرة لحمايته من المراحل الأكثر تعقيدًا من هذا المرض.
ولعل أول معروف تقدمه لطفلك في مراحل علاجه من الفتق السري هو اختيار جراح أطفال متمرس وخبير في الاختلافات الخلقية عند الرضع، فبدوره يُخضع طفلك إلى الفحوصات اللازمة للوصول إلى التشخيص السليم، ويرشحه على الفور إلى أنسب الأساليب العلاجية له.
وعلى غرار الحديث عن أفضل جراحي الأطفال وأكثرهم تمرسًا دعونا نرشح لكم أحد خبراء هذا المجال في مصر وهو الدكتور محمد فرغلي الذي احتل منصب مدرس واستشاري جراحات الأطفال وحديثي الولادة والمناظير والاختلافات الخلقية بمستشفى أبو الريش الجامعى، كلية طب القصر العيني جامعة القاهرة، والذي أهله لتحصيل أفضل الخبرات العلمية والعملية في هذا المجال.
احجز موعد الآن مع الدكتور محمد من خلال التواصل عبر الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.
تعرف على المزيد من الخدمات: