بعد خضوع الطفل لعملية القيلة المائية، يظن كثير من الأهل أن المشكلة قد انتهت، لكن يلاحظ بعضهم انتفاخ أو تحجر الخصية بعد عملية القيلة المائية، أو حتى تغير لونها قليلاً، فهل هذه التغيرات طبيعية وتُعد جزءًا من مراحل التعافي؟ أم أن هناك ما يدعو للقلق ويستوجب مراجعة الطبيب فوراً؟
في السطور التالية نُجيب عن كل هذه الأسئلة، ونطلعك على كل ما يهمك بشأن حالة الخصية بعد عملية القيلة المائية، ونساعدك في التمييز بين ما هو طبيعي وما قد يستدعي الانتباه، ما يمنحك الثقة والطمأنينة في أثناء فترة التعافي للطفل.
ما الحالات التي تستدعي إجراء عملية القيلة المائية للطفل؟
تحدث حالة القيلة المائية -تجمع غير طبيعي للسوائل حول الخصية داخل كيس الصفن- غالباً عند حديثي الولادة والرضّع بسبب عدم انغلاق القناة التي تربط بين البطن والصفن بعد الولادة، وفي معظم الحالات تختفي القيلة المائية تلقائياً خلال العام الأول من عمر الطفل دون أي تدخل جراحي، لكن هناك حالات تستدعي التدخل الجراحي، هي:
- استمرار القيلة المائية بعد عمر السنة.
- زيادة ملحوظة لحجم الكيس المائي، ما قد يسبب ضغطاً على الخصية ويؤثر في تدفق الدم أو نمو الخصية الطبيعي.
- ظهور أعراض مزعجة مثل الألم، أو تغير في لون الجلد، أو صعوبة في حركة الطفل بسبب كبر حجم الصفن.
- الاشتباه في فتق أربي -بروز جزء من الأمعاء عبر فتحة ضعيفة في جدار أسفل البطن-، وهي حالة تستدعي الجراحة لتجنب المضاعفات مثل اختناق الأمعاء.
في هذه الحالات، يُوصى بالجراحة كحل نهائي وآمن لإزالة السائل الزائد ومنع تكرار المشكلة، وتُجرى العملية عادة تحت التخدير الكلي، وتستغرق نحو 30 إلى 60 دقيقة، ويعود الطفل إلى المنزل في نفس اليوم أو اليوم التالي وفقاً لحالته.
تعرف على القيلة المائية عند الرضع
شكل الخصية بعد عملية القيلة المائية عند الأطفال
بعد انتهاء الجراحة، قد يُلاحظ الأهل بعض التغيرات في شكل الخصية، مقارنةً بما كانت عليه قبل الجراحة، وهذه التغيرات عادةً ما تكون طبيعية خلال فترة التعافي، ولا تستدعي القلق في أغلب الأحيان، ومنها:
انتفاخ الخصية بعد عملية القيلة المائية
يُعد من أكثر التغيرات شيوعاً في الأيام الأولى بعد الجراحة، وغالباً ما يكون نتيجة تجمع سوائل طبيعية في كيس الصفن، أو ارتشاح لمفاوي مؤقت، وهذا الانتفاخ يبدأ بالتراجع تدريجياً خلال أسبوعين إلى ثلاثة.
تغير لون الجلد أو ظهور كدمات طفيفة
من الطبيعي ملاحظة كدمات خفيفة ذات لون أزرق أو بنفسجي في منطقة كيس الصفن، وغالباً ما تختفي من تلقاء نفسها خلال أيام دون تدخل.
تغيّر ملمس الخصية
قد تبدو الخصية أكثر صلابة قليلاً بسبب التورم، لكن هذا لا يُعد تحجراً مرضياً.
إليك اسباب القيلة المائية
هل تحجر الخصية بعد عملية القيلة المائية طبيعي؟
من التغيرات التي قد تثير قلق الأهل بعد العملية هو ملاحظة أن كيس الصفن أو الخصية بعد عملية القيلة المائية أصبحت أكثر صلابة من المعتاد، وهي حالة تُعرف بتحجُّر الخصية.
في كثير من الحالات، يكون هذا التحجر طبيعياً خلال الأيام الأولى بعد الجراحة، ويحدث نتيجة ورم دموي -تجمع دموي صلب داخل كيس الصفن- نتيجة الجراحة، ويبدأ بالاختفاء تدريجياً خلال أسبوعين دون الحاجة إلى تدخل.
ما العلامات التي تستوجب مراجعة الطبيب فوراً بعد عملية القيلة المائية؟
على الرغم من أن معظم الأطفال يتعافون بشكل طبيعي بعد العملية، هناك بعض العلامات التي تظهر على الخصية بعد عملية القيلة المائية وتتطلب متابعة طبية فورية، منها:
- استمرار أو تزايد انتفاخ الخصية بعد عملية القيلة المائية لأكثر من 3 أسابيع دون تحسن.
- ارتفاع في درجة حرارة الطفل، خاصةً إذا كانت مصحوبة بخمول أو فقدان شهية.
- احمرار شديد أو سخونة في كيس الصفن.
- تحجر الخصية بعد عملية القيلة المائية مع ألم واضح ومستمر.
- خروج إفرازات غير طبيعية من مكان الجرح أو انبعاث رائحة كريهة.
- عدم التئام الجرح أو فتحه بعد العملية.
- بكاء مستمر للطفل عند لمس المنطقة أو خلال تغيير الحفاض.
نصائح ما بعد عملية القيلة المائية
بعد عملية القيلة المائية، يُنصح باتباع بعض النصائح لضمان تعافٍ آمن وسريع للطفل ومنع حدوث أي مضاعفات، مثل:
- مراقبة مكان الجرح بانتظام، والتأكد من عدم وجود أي احمرار أو تورم غير طبيعي.
- وضع كمادات المياه الباردة على خصية الطفل لمدة 20 دقيقة يومياً بهدف الحد من درجة التورُّم.
- الاهتمام بنظافة الجرح، وإبقاء منطقة الجرح جافة، لضمان التئام الجرح جيداً.
- مراقبة أي ارتفاع غير طبيعي في درجة الحرارة أو شعور الطفل بالألم.
- زيارة الطبيب في المواعيد المحددة لمتابعة حالة الجرح والخصية بعد عملية القيلة المائية.
هل تؤثر عملية القيلة المائية في الخصوبة مستقبلاً؟
عادةً ما تكون عملية القيلة المائية آمنة ولا تؤثر في الخصوبة، ولكن هناك بعض النقاط التي يجب مراعاتها:
- الخضوع للجراحة في وقت مبكر للحدّ من تأثير العملية في الخصوبة.
- الإصابة ببعض المضاعفات، مثل إصابة الأوعية الدموية أو الأنسجة المحيطة في أثناء الجراحة قد يؤثر في الخصوبة.
- متابعة حالة الطفل بانتظام للتأكد من صحة الخصية وتجنب حدوث مضاعفات ومنع أي مشكلات مستقبلية.
إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا حول الخصية بعد عملية القيلة المائية، وننوه أنه لا غنى عن المتابعة الدقيقة والانتباه لأي علامات غير معتادة مثل التورم المستمر أو الألم، لأنه يساهم في تسريع التعافي وعودة الطفل لحياته الطبيعية سريعاً.
تعرف على المزيد من المواضيع حول القيلة المائية: