يُعد الفتق السري واحدًا من الحالات الشائعة عند الأطفال، إذ يصيب 1 من كل 5 أطفال، ورغم أن معظم حالات الفتق السري تغلق من تلقاء نفسها ببلوغ الطفل سن 4-5 سنوات، قد يسبب الفتق في مشكلات إذا لم يحدث ذلك، وحينها يوصي الأطباء بخضوع الطفل لعملية جراحية لإصلاح الفتق، والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الصدد هل الفتق السري خطير في العموم؟
ما هو الفتق السري؟
يتصل الجنين بأمه في أثناء وجوده بالرحم عن طريق الحبل السري، والذي يتمثل دوره في توصيل الدم والمواد الغذائية إلى الجنين، ويمر الحبل السري عبر حلقة من العضلات تحيط بالسرة تسمى العضلة السرية، وبعد الولادة يُقطع الحبل السري ويُغلق بمشبك، إلى أن يجف الجزء الخارجي منه ويسقط تاركًا السرة.
وتُغلق العضلة السرية تدريجيًا منذ ولادة الطفل وحتى سن الخامسة تقريبًا، وفي أثناء ذلك قد يندفع جزء من أمعاء الطفل عبر السرة، ويظهر عادة في صورة بروز أو انتفاخ غير مؤلم ويُعرف حينها بالفتق السري، وقد يزداد حجم هذا الفتق مع السعال والبكاء ويقل حجمه عند الهدوء والاسترخاء.
هل الفتق السري خطير؟
الفتق السري بصورة عامة ليس خطيرًا، ويختفي من تلقاء نفسه في السنتين الأوائل من العمر لدى معظم الحالات، لكنه قد يشكل خطورة على حياة الطفل عندما ينقطع الإمداد الدموي عن جزء الأمعاء البارز من الفتق، مسببًا تعفن الأمعاء وهي حالة قد تودي بحياة الطفل.
ما علامات اختناق الفتق؟
ينبغي للأبوين متابعة منطقة السرة لدى طفلهم دوريًا، واستشارة الطبيب على الفور عند ملاحظة أي مما يلي:
- زيادة حجم الفتق بصورة ملحوظة ومستمرة.
- معاناة الطفل ألم شديد في منطقة السرة.
- احمرار وتورم منطقة الفتق.
إليك اعراض الفتق السري عند الأطفال وأهم الأساليب العلاجية
هل يعالج الفتق السري بالأدوية؟
لا توجد أدوية يمكن استخدامها في علاج الفتق السري، فإذا لم يختفِ الفتق من تلقاء نفسه فإن الحل الوحيد لعلاجه هو الإصلاح الجراحي على يد جراح أطفال مختص.
ماذا عن استخدام حزام الفتق السري للأطفال؟
تتوفر أحزمة طبية مخصصة لدعم الفتق السري والحفاظ على النسيج البارز والتخفيف من شعور عدم الراحة المصاحب لهذا الفتق، وقد ينصح بعض الأطباء باستخدام حزام السرة للرضع لفترة من الوقت.
ومن الجدير بالذكر أن لبس حزام السرة ليس له أي دور في العلاج وأنه مجرد داعم للنسيج البارز.
تعرف الى علاج الفتق السري عند الأطفال
كيف تُجرى عملية الفتق السري؟
في أثناء عملية الفتق السري، يكون الطفل تحت التخدير العام، ويُجري الجراح شقوقًا صغيرة أسفل السرة تتراوح ما بين 2-5 مم، يُدخل من خلالها المنظار ليعيد الأنسجة البارزة من السرة إلى تجويف البطن مرة أخرى، ثم يغلق جدار البطن والشق بغرز تذوب من تلقاء نفسها.
هل عملية الفتق السري للأطفال خطيرة؟
قد يشعر الأبوان بالقلق الشديد تجاه طفلهم الذي يخضع لعملية الفتق السري، ولا داعي لذلك لأن الإجراء بسيط وليس خطيرًا كما يتصور البعض لا سيما مع التطورات الملحوظة في جراحات المناظير، والخطر في إهمال علاج الفتق السري إذ قد يؤدي إلى مضاعفات تشكل خطورة على حياة الطفل ويكون علاجها معقدًا.
وتتراوح مدة عملية الفتق السري ما بين 30-45 دقيقة، ويمكن للطفل مغادرة المستشفى والعودة إلى منزله بعدها، إلا إذا كان سنه لم يتجاوز 3 أشهر أو يعاني عيوبًا خلقية أو مشكلات أخرى، حينها يلزم بقاؤه في المستشفى يومًا أو يومين بعد العملية، يتابع فيهم الطبيب حالته.
ما مميزات إجراء عملية الفتق السري للأطفال بالمنظار؟
يقلل استخدام المنظار في عملية الفتق السري للأطفال حجم الشقوق الجراحية اللازمة لتنفيذ العملية، وفي ذلك عديد من المزايا منها ما يلي:
- الأمان: صغر حجم الشقوق الجراحية يقلل فقدان الدم في أثناء العملية، مما يجعل هذه التقنية أكثر آمانًا للرضع.
- صغر الندبات: لا يتجاوز طول الشقوق الجراحية 2-5 مم، ولذلك فحجم الندبات صغير للغاية.
- قصر مدة الإقامة في المستشفى: نظرًا لبساطة الإجراء الجراحي لا يحتاج معظم الأطفال إلى الإقامة في المستشفى بعد العملية.
- التعافي السريع: يتماثل الأطفال الذين خضعوا لعملية الفتق السري بالمنظار للشفاء أسرع من الذين خضعوا للعملية بالجراحة التقليدية.
كم تبلغ مدة التعافي من عملية الفتق السري؟
تبلغ مدة التعافي من عملية الفتق السري بالمنظار نحو أسبوعين، يتعين خلال هذه الفترة أن يتبع والدا الطفل التعليمات التالية:
- توفير بيئة مريحة للطفل تساعده في النوم عدد ساعات كافية.
- مساعدة الطفل في المشي لبضع خطوات يوميًا لتحفيز تدفق الدم لمكان العملية، وتقليل فرص التعرض للالتهابات.
- منع الطفل من حمل أشياء تقليل أو بذل مجهود شاق.
- وضع كمادات باردة على مكان العملية للحد من التورم وتخفيف الألم.
- التركيز في التغذية على الأطعمة الغنية بالألياف والسوائل لتجنب الإصابة بالإمساك، حتى لا تزيد الضغط على البطن ومنطقة الجرح.
- الالتزام بإعطاء الطفل الأدوية على النحو الموصوف.
- العناية بالجرح بإبقائه جافًا ونظيفًا وتغيير الضمادات كما أوصى الطبيب.
والخلاصة أن الفتق السري عند الأطفال ليس حالة خطيرة وبالرغم من كونه شائعًا يختفي من تلقاء نفسه في أول سنتين من عمر الطفل، وإذا لم يحدث ذلك فإن الجراحة هي الحل الوحيد للحالة، وهي إجراء بسيط يقترب نسبة نجاحه من 100%.
إذا كان لديكم استفسارات أخرى عن الفتق السري للجنين يمكنكم التواصل معنا في عيادة الدكتورمحمد فرغلي استشاري طب وجراحة الأطفال عبر الأرقام الموضحة أمامكم.